الخميس، 8 نوفمبر 2012

الفصل الخامس: الرق قبل وبعد الإسلام


الفصل الخامس
الرق قبل وبعد الإسلام

وفي فصل ممتع عن الرق قبل وبعد الإسلام وبعد جولة ليست بالقصيرة عن حال العبيد والجواري والقيان.. استمتعت به أيما تمتع استخلصت قول الكاتبة:
(جاء الإسلام والرق واقع وعرف وأساس اقتصادي واجتماعي في العالم كله، فالإسلام لم يشرع الرق ولم يلغه، أو يحرمه بآية قرآنية صريحة، ولكنه أيضا لم يتجاهله مثلما فعلت الأديان الأخرى.

وإنما حث على تصفيته تدريجيا فجعل عتق رقبة (تحرير عبد أو أمة) كفارة اليمين، وكفارة الظهار، وكفارة القتل الخطأ، وكفارة الإفطار المتعمد في نهار رمضان، وإذا رغب العبد في أن ينال حريته فعلى سيده أن يمنحها له مقابل بعض المال – المكاتبة - .

وتنال الجارية حريتها إذا ولدت لسيدها، هي وكل من تأتي بهم من بنات أو بنين (المستولدة).
كما خصص الإسلام جزءا من مال الزكاة لعتق الرقاب).
الله على عظمة الاسلام.

وتقول:
(ومسألة الرق مثلها مثل تعدد الزوجات والخمر والميسر، وكذلك الحجاب، كلها كانت موجودة قبل الإسلام وتقررت حكمة الخالق عز وجل في أن يتدرج المسلمون في اجتنابها حتى تتلاشى تلقائيا مع التطور الاجتماعي.

وفي القرآن نصوص صريحة تحرم العديد من الأمور، أما الرق فلم يحرم بنص صريح، وكان من المفروض أن يتلاشى تماما من بلاد المسلمين ولكنهم تشبثوا به وتحايلوا على التشريعات الإلهية فظل ساريا.. حتى أرغموا قسرا على إلغائه بواسطة الحكومات الغربية المسيحية)
** **

وأقول :
** لم يلغ الإسلام الرق بآية صريحة رغم كل التضيقات لحكمة عظيمة وجلية، وهي أن ظروف المجتمعات تتغير فقد تُغير دولة على أخرى فيفر الآلاف من الناس فماذا يُفعل بهؤلاء غير الاسترقاق.

وهذا الاسترقاق هو قمة الإنسانية، إذ ونحن في القرن الواحد والعشرين نرى عددا هائلا من الروسيات يأتين من بلادهن بغرض العمل في الدعارة، بل إن الحكومات الغربية التي ألغت الرق هي التي تستورد هؤلاء الروسيات للعمل في البغاء، أما الرجال منهم فليتصدروا الصفوف الأولى في القتال ليموتوا، فهل تصبح جارية لسيد واحد أم تصبح محترفة للبغاء؟!!
بالله قولوا يا من تستبدلون بشرع الله شرع الغرب..!!

** أما القول بأن مسألة الرق مثلها مثل تعدد الزوجات والخمر والميسر، وكذلك الحجاب، فهذا غير منطقي على الإطلاق.

فالرق وضعت له كل الأسباب السابق ذكرها للعتق، وتعدد الزوجات قنن وحدد بآية صريحة، أما الخمر فحرم تحريما قطعيا، وكذلك الميسر، أما الحجاب فجاء في آية صريحة تأمر بلفه على الرقبة وتغطية فتحة الصدر ولم تقم آية أخرى بإلغائه.

فحجاب المرأة من العبادات ومن الطاعات، ومن الفضائل، أما أن يسري على الحجاب ما سرى على الرق بأن يلغى بواسطة الحكومات الغربية فهذا خرق صريح لنص صريح.
** **

والحجاب لا يخضع للتغيرات البيئية لأكثر من سبب.
أولا: به نص صريح.
ثانيا: من المستحبات على مدى العصور وعند جميع الدول والحضارات.
ثالثا: ليس بعائق فالتي تلبس خمارا تستطيع أن تحرك رأسها يمنة ويسرة، وتستطيع أن تذهب لتحصيل العلم، وأن تقود السيارة، وتستطيع أن تذهب إلى محل عملها إذا أرادت أن تعمل.

وتقول الكاتبة:
(أصبح الرق اليوم ممنوعا باتفاقية دولية التزمت بها كل دول العالم، وقد عفى الزمن عليه وتخطاه فلماذا لا يسري نفس الحكم على حجاب المرأة.. ولا يوجد عقاب شرعي صريح على من تتركه..!! وتضيف في هامش الفصل:
لا توجد آية تخص شعر المرأة أو تعتبره عورة، ولا يوجد عقاب في القرآن الكريم على السفور)
** **

قلنا
** إن الرق عاد للظهور لأن الله وضع له ضوابط تحد منه ولم يلغه صراحة، ولا تسري القوانين الغربية على الحجاب لأنه أمر صريح ولم يأت نص بإلغائه، أم أنه لا توجد آية تخص شعرالمرأة فغير صحيح، فالآية تفرض أن الشعر عليه خمار، والآية تقول بخمرهن أي بغطاء رؤوسهن، وبذلك توفر الدليل على تغطية الشعر، وما دامت السورة التي تأمر بالخمار تبدأ بقوله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}  (الأحزاب: 36)
والضلال هو الخسران والعياذ بالله وهو جزاء من يعصي الله ورسوله.
{وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (الجن:23)

** فماذا تريدين عقابا لعصيان الله ورسوله أكثر من الخلود في نار جهنم، ومن هم الذين ضلوا..؟
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } (الكهف:104)
أي أن عقوبة التي تظهر شعرها هي عقوبة الضالين، وهم من قال فيهم ربنا تعالى:
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ، ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا }  (الكهف: 103- 106)

** يظل الإنسان يسعى في هذه الدنيا ويكافح ويتعب وينادي بمبادئ خاطئة، وهو يظن أنه يحسن صنعا ثم يفاجأ والعياذ بالله بأنه من الأخسرين أعمالا.
** **

** وهل هناك خسارة أكثر من تضييع الوقت في إقناع المحتشمة بالتبرج، وها هو الرجل يلبس فوق رأسه العمامة والطاقية والبرنيطة، أما الرجل السعودي والخليجي وحتى الآن يغطي رأسه بالغترة والعقال، ولم نجد الاعتراضات التي نجدها على إيشارب المرأة، ولم تهب الدعوات التي تنادي الرجل العربي بخلع غطاء رأسه..!! وإذا تساءلنا لماذا.. سنفهم .
الإجابة واضحة.

** المرأة هي التي يجب أن تخترق وتتخلى عن التزامها مع ربها، المرأة هي المقصودة بالتخريب لكي تنهار الأسرة المسلمة، وبالتالي يتفكك المجتمع.. لماذا؟

لأن غترة الرجل من العرف والعادات يلبسها بمزاجه وليس بأمر ديني، أما خمار المرأة فمن العبادات والطاعات، فيصنع الغرب للرجل غطاء رأسه بنفسه ويبيعه له ويرفع عن المرأة غطاء رأسها، وللأسف الشديد يتم هذا الاختراق عن طريق أناس من المسلمين الله أعلم بنياتهم.

** وإذا كان الحجاب من المتشابهات - وهذا غير صحيح- فالحديث الشريف يقول:
"دع ما يريبك لما لا يريبك" فما بالنا إذا جاء بنص واضح صريح بصيغة الأمر.. نسأل الله العلى القدير أن يوفقنا لمرضاته ولا تجعلنا يا رب من الأخسرين أعمالا.
** **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق