مواقف من حياته
# ذاع صيت مذهب الإمام مالك فقصده العلماء
وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه " لذا انتشر مذهبه في كثير من الأقطار فرحل الناس إليه من كل مكان وظل
يعلم ويفتى قرابة سبعين عاما فكثر تلاميذه في الحجاز واليمن وخرسان والشام ومصر
والمغرب والأندلس .
روي أن
مالكا كان يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني..؟ هل تراني موضعا لذلك؟
سألت
ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت:
فلو نهوك قال: كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل
نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه.
وقال
خلف: دخلت عليه فقلت ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه يقول: رأيت النبي (صلي عليه وسلم) في المنام في مسجد قد اجتمع الناس
عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس
فانصرف الناس وهم يقولون: إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله (صلي عليه وسلم) ثم بكى فقمت عنه.
وروي أن
المهدي قدم المدينة فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار ثم أتاه
الربيع بعد ذلك فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال:
قال
النبي (صلي عليه وسلم) المدينة خير لهم ولو
كانوا يعلمون والمال عندي على حاله.
وقدم
المهدي المدينة مرة أخرى فبعث إلى مالك ليأتيه وقال لهارون وموسى اسمعا منه فبعث
إليه فلم يجبهما فأعلما المهدي فكلمه فقال:
يا أمير
المؤمنين العلم يؤتى أهله فقال: صدق مالك صيرا إليه فلما صارا إليه قال له:
مؤدبهما اقرأ علينا فقال:
إن أهل
المدينة يقرؤون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فإذا أخطئوا أفتاهم فرجعوا
إلى المهدي فبعث إلى مالك فكلمه فقال: سمعت ابن شهاب يقول: جمعنا هذا العلم في
الروضة مع رجال وهم يا أمير المؤمنين سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة والقاسم ، وسالم،
وخارجه بن زيد، وسليمان بن يسار، ونافع، وعبد الرحمن بن هرمز، ومن بعدهم أبو
الزناد، وربيعه، ويحيى بن سعيد، وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال:
في هؤلاء قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليه ففعلوا.
يروي
يحيى ابن خلف الطر سوسي وكان من ثقات المسلمين قال: كنت عند مالك فدخل عليه رجل
فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق.. فقال مالك:
زنديق اقتلوه.. فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي
كلاما سمعته قال: إنما سمعته منك وعظم هذا القول.
وعن قتيبة
قال كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه
وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فأعطى لكل منا مروحة.
وكان
يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريش
والأنصار والناس، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه
شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في
الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم أن يقرأ عليه.
وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ
للجماعة ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا له وكان حبيب إذا قرأ
فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا.
قال ابن وهب سمعت مالكا يقول: ما أكثر أحد قط
فأفلح.
وقيل
لمالك لم لا تأخذ عن عمرو بن دينار قال:
أتيته فوجدتهم يأخذون عنه قياما فأجللت حديث
رسول الله (صلي عليه وسلم) أن آخذه قائما.
ويروى عن
ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر فقال.. قال الله تعالى:
{ولو
شئنا لآتينا كل نفس هداها} (السجدة:12)
وقال
جعفر بن عبد الله: كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوي } كيف استوي فما وجد
مالك من شيء ما وجد من مسألته.
فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه
الرضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير
مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج.
# بعث هارون الرشيد للإمام مالك ليأتيه فيحدثه بعلمه فقال الإمام
(العلم يؤتى) فقصد هارون الرشيد منزله و استند إلى الجدار فقال مالك يا أمير
المؤمنين من إجلال رسول الله (صلي عليه وسلم) إجلال العلم فجلس بين يديه فحدثه.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق