وفاة الإمام
مالك
قال القعنبي: سمعتهم يقولون عمر مالك تسعا وثمانين سنة ومات سنة تسع
وسبعين ومائة.
وقال إسماعيل بن أبي أويس:
مرض مالك فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال:
{لله الأمر من قبل ومن بعد}
وتوفي صبيحة أربع عشرة من
ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة فصلى عليه الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.
توفي الإمام مالك في أوائل عام 179 هـ عن 87 سنة في الأرض التي لم
يفارقها قط إلا للحج حباً وشوقاً للنبي (صلي عليه وسلم) وقد بقي مفتياً للمدينة
مدة ستين سنة. وكان من أبلغ الناس حزناً عليه وأشدهم بكاءً تلميذه النجيب ووارث
الإمامة من بعده محمد بن إدريس الشافعي.
دفِنَ مالك رضي الله عنه في البقيع.
***
وعن محمد
بن عمر قال: كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمع والجنائز ويعود المرضى
ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي وينصرف وترك شهود
الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ما كانوا فيه
وربما كلمه البعض في ذلك فيقول:
ليس كل
أحد يقدر أن يتكلم بعذره.
وعُلِمَ بعد ذلك أنه كان قد اُصيبَ بسلس البول و كان يخشى أن
يُنَجَّسَ مسجد رسول الله (صلي عليه وسلم) وقال وهو يودِّع الدنيا:
لولا أني في آخر يوم من الدنيا وأوله من الآخرة ما أخبرتكم، سلس
بولي، فكرهت أن آتي مسجد رسول الله (صلي عليه وسلم) على غير طهارة استخفافاً برسول
الله (صلي عليه وسلم) وكرهت أن أذكر علَّتي فأشكو ربي!!
رحمه الله رحمة واسعة وجعلنا ننهل من علمه.... اللهم آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق