مالك والليث بن سعد
وبالرغم من أنه لم يغادر المدينة
إلا أنه اطلع على الظروف والبيئات المختلفة بسبب احتكاكه بالعلماء من جميع أنحاء
العالم الذين كانوا إذا قدِموا
المدينة زاروه وإن لم يزوروه قدِمَ هو إليهم، يلقاهم و يتناقش معهم، لذلك اتسعت آفاقه الفكرية
ومداركه.
التقى الإمام
مالك في تلك الفترة بطالب علم شاب من أهل مصر هو
الليث بن سعد.. وكان قد ألف أن يحج ما بين عام وعام ويزور المدينة ويجلس إلى حلقات الفقهاء في الحرم النبوي، وقد أعجب كل واحد منهما بذكاء صاحبه
ونشأت بينهما علاقة احترام متبادل، وألقى الله
في قلبيهما مودة ورحمة.. ولاحظ الليث بن سعد أن صديقه ـ
على الرغم من أناقة ثيابه ونظافتها، وعلى الرغم من رائحة المسك والطيب التي تسبقه ـ فقير جهده الفقر، وإن كان ليداري فقره تعففا وإباء !..
وكان
الليث واسع الغنى، فمنح صاحبه مالا
كثيرا وأقسم عليه أن يقبله.
عاد
الليث إلى وطنه مصر وظل يصل صاحبه مالك بن
أنس بالهدايا وبالمال، حتى أصلح الله حال مالك ووجد من
الخلفاء من يستجيب إلى ندائه المتصل بأن تجري الرواتب على أهل العلم.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق