بين مؤيد ومعارض
# يعتبر الإمام مالك إمام أهل
الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة وقد أجمع المؤرخون والمترجمون علي ذلك.
# وقد بلغ الإمام مالك الذروة في
معرفة السنَّة و الحديث والفقه وقلما نال عالم مثلما نال مالك من المدح وأقرَّ له
علماء الرأي في العراق، وعلماء الحديث في الحجاز بأنه إمام في كلٍ منهما (الحديث والفقه)
# وقد نما فقه
مالك واتبعه وأغناه كثير من المفكرين والمجتهدين والفقهاء من بعده منهم فيلسوف الأندلس ابن رشد.
# غير أن بعض معاصري مالك عارضوه معارضة عنيفة وخالفه ونقده بعض أصحابه منهم الليث بن سعد فقيه مصر، وتلميذه
الشافعي..
#ومهما يكن من أمر الخلاف بين مالك وتلاميذه، فقد عاش مذهب الإمام
مالك وتجدد حتى لقد أخذت منه قوانين
الأحوال الشخصية في مصر منذ مطلع هذا القرن الميلادي حتى القوانين
الأخيرة 1979 ميلادية من هذا المذهب.
# أما
صاحبه الليث بن سعد الذي صاحبه عمرا طويلا، وراسله، ووصله بالمال والهدايا، واختلف معه آخر الأمر، فقد قال عنه أثناء الخلاف وعلى
الرغم من الخلاف: »مالك وعاء العلم»
وقال عنه سفيان بن عيينة وكان
معاصرا له:
كان لا يبلغ من الحديث إلا
صحيحاَ ولا يحدِّث إلا عن ثقة للناس وما أدري المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك.
ورد عن أبي هريرة– رضي الله عنه-
عن الرسول- (صلي عليه وسلم) أنه قال:
"وشك أن يضرب الناس أكباد
الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة.
قال سفيان رحمه الله عن هذا
الحديث: هو مالك أظنه أو أحسبه أو أراه"
روى عن ابن عيينة أنه سئل من
عالم المدينة؟ فقال:
إنه مالك بن أنس (رواه الإمام الترمذي في سننه)
قال الذهبي رحمه الله تعالى : "هو
الإمام العلم شيخ الإسلام " ثمَّ قال :" عظيم الجلالة، كثير
الوقار" ثمَّ أورد قول ابن سعد في الطبقات فقال :
" كان مالك رحمه الله ثقة،
ثبتاً، حجة، فقيهاً، عالماً، ورعاً ".
قال ابن كثير رحمه الله:
"هو أحد الأئمة الأربعة؛ أصحاب المذاهب
المتبوعة"
ثمَّ قال : "ومناقبه كثيرة جداً، وثناء
الأئمة عليه أكثر من أن يحصر في هذا المكان "
قال عبد
الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدا أتم عقلا أو أشد تقوى من مالك، و قد شهد له جميع
الأئمة بالفضل حتى قالوا:
لا يفتى و مالك في المدينة.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق