الخميس، 29 نوفمبر 2012

قمقـم: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى


قمقـم
:
في استكانة مرهفة تتشرب كلماتها:
- انظري.!.. هذه أنت.. قابعة في قاع الكوب.
- هذه أنا.؟!!
- نعم.. عمر طويل في قراءة الفنجان.
- إذن هذه أنا.. في قاع الكوب.. في قاع القمقم.
- فنجاني لا يخطيء.
- إلى أين تتجه نظراتي.؟!
- إلى المجهول.
- وماذا في المجهول.؟
- المجهول مجهول.
- (أقبع في قاع القمقم.. أنظر إلى المجهول.. المجهول مجهول.!)
- الدروب.. كثيرة الالتواء.
- وأدوات مقاومتي.
- الأكثر بياضا.
- السلاح الأبيض.!
- هذا ماترسمه بقايا البن في فنجانك.
- تقصدين القمقم.
- ما تسمينه القمقم.
- ألا يوجد من يحطم القمقم.؟
- قديما كان سعيد الحظ.
- أين هو الآن.؟
- في قمقم آخر.
- ياه.. توصلوا إليه.!!
- مع كثيرين غيره.
- (أقبع في قاع القمقم.. أنظر إلى المجهول.. دروبي ملتوية.. فارسي في قمقم آخر.!)
- وأنا.. ألم أمت بعد.؟
- مازلت تنبضين.
- الموتى ينبضون.!!
- القبر لا يضم إلا ميتا.
- القمقم لا يسكنه إلا ما.....
(مارد بسلاح أبيض.. ينظر في بلاهة إلى المجهول.!.. يتحين اللحظة.
بغير سلاح.!.. سلاحه الإرادة.
(أقبع في قاع القمقم.. أتحين اللحظة.. سلاحي الإرادة.!)
- وماذا أيضا.؟
- تصدأ الإرادة بالصبر الطويل.
- إذن هاته.
- ماذا.؟
- القمقم.
- القمقم.؟!
- أقصد الكوب.
- ماذا أنت فاعلة.؟
- أضرب الكوب في الحائط هكذا.. يتناثر زجاجه هكذا.. يخرج المارد هكذا.. قابضا على المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق