الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

الدرس الأخير: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى


الدرس الأخير
:
كابد كثيرا حتى جمَّع أدواته: الحديد.. الأسلاك.. المرآة.
لمعت عيناه.. اتسع صدره بهواء الارتياح.. أخيرا سوف يحقق الحلم.
طالت أيام العمل.. لا يمل.
ينظر في المرآة:
- هكذا تكون الرأس.
ينظر في المرآة، ترتكز على عمود.. هنا موقع الكتفين.. تتدلى منهما الذراعان.. ينظر في المرآة:
يثبت الحديد.. يربطه جيدا بالأسلاك.. صدر.. خصر.. ساقان.
ينظر في المرآة:
تمام الأصل والصورة.
لمعت عيناه أكثر.. ازداد اتساع صدره.. لم يتبق غير المواجهة:
- تتعلم ما لم تعلم.. أفرغ في رأسك ما برأسي.. أحشوها بخلاصة خبراتي.. رأسك منذ الآن خزانتي.. هل توافق.؟
- موافق.
- اكتفيت من العلم.؟
- هل من مزيد.
- والآن الدرس الأهم:
- من اعتدى عليك دمره.. موافق.؟
- موافق.
- والآن انتظرني هنا.. أسعى في مناكبها و.. أعود إليك بالجديد.. هل توافق.؟
موافق.
- يا لك من ماكر.! دائما توافق، وتعلم أنك تترصدني.. في كل مكان أذهب إليه أجدك قد سبقتني.. واحد مثلك.. صنعته بيدي.. من حديدي، وأسلاكي.
- أنت ببغاء بلا روح ولا عقل.. لم تأت بغير ما لقنته لك، ومع ذلك يكتفون بك عني.
لن أبقي عليك بعد الآن.. سوف أعيدك حديدا وأسلاكا.. لا حول لك ولا قوة.. خذ هذه اللكمة القوية المدمرة.
قبل أن يتفكك.. ناوله لكمة تحمل أهم معلوماته.
"من اعتدى عليك دمره"
****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق