السبت، 10 نوفمبر 2012

شيخوخته


شيخوخته

# ذاع صيت مذهب الإمام مالك في جميع الأقطار فرحل الناس إليه من كل مكان، وظل يعلم ويفتى قرابة سبعين عاما فكثر تلاميذه في الحجاز واليمن وخراسان والشام ومصر والمغرب والأندلس.
# وعندما بلغ مالك من الكبر عتيا كانت شهرته قد طبقت الآفاق حقا، وكان يلزم بيته في السنوات الأخيرة لا يخرج إلا نادرا واضطر إلى أن يتخذ له حاجبا ينظم دخول الناس كما يصنع الخلفاء، وقد اتخذ له بيتا آخر واسعا غير دار  ابن مسعود فيه عدد من الجواري الحسان والخدم.
وكان يحرجه أن يرفض استقبال أحد، وله أصدقاء كثر. واستخلص العبرة من كل حياته الماضية وأفضى بنصيحة إلى أحد تلاميذه ليبثها في الناس من بعده: «إياكم ورق الأحرار».

سأله تلميذه: «وما رق الأحرار؟ » قال الإمام مالك:
 «كثرة الإخوان.. فإن كنت قاضيا ظلمت أو اتهمت بالظلم، وإن كنت عالما ضاع وقتك».
وكان مالك يشكو  كثرة الأصدقاء، إذ لا حيلة له معهم، فلا هو يستطيع أن يردهم عنه، ولا هم يتركونه يعمل أو يعتكف في داره للعلم كما ينبغي له.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق