الفصل السادس
الحجاب والهوية الإسلامية
تقول الكاتبة:
(ويرى المؤيدون للحجاب أن الخمار رمز للهوية
الإسلامية، وأن المسلمة الصالحة المعتدة بدينها عليها أن ترتديه حتى تتميز عن
الأخريات.. ومثل هذا التفسير يستدعي من غير المسلمين أن يتساءلوا: لأي سبب يجب
تتميز المسلمات في عصرنا هذا عن غير المسلمات؟!)
** **
** أقر وأعترف بأنني لأول مرة أعرف السبب
الذي يقلق البلاد المتحضرة، التي صعدت إلى القمر وأمدت العالم بالتكنولوجيا
العالية، وصاحبة الثورة المعلوماتية، كيف بعد كل هذا التقدم تقلق من ارتداء
المسلمة للخمار، وهو كما ذكرت الكاتبة تمييز للمسلمة عن غير المسلمة؟!
أما عن التساؤل، لأي سبب يجب أن تتميز
المسلمات في عصرنا هذا عن غير المسلمات..؟! فأقول بكل ثقة:
لأننا خير أمة أخرجت للناس.. ولأننا أمة وسط
لنكون شهداء على الناس.
ووالله لكم شعرت بالفخر الآن بعدما عرفت أن
تميزى هذا يقلقهم، وقد أحسست بمدى ما يشعرون به من مهانة تجاه هذا التميز، وكما
قلت من قبل فالرجل الخليجي والسعودي يلبس الغترة ولم يشعروا تجاهه بما يشعرون به
تجاه خمار المسلمة.
ثم تقول مصرة على ما سبق وذكرته:
(لقد فرض الحجاب على المسلمات في زمن الفوضى
الاجتماعية وغياب القوانين والشرطة والمحاكم
وكتب المفسرون القدامى تذكر أنه نزل ليميز
الحرائر عن الإماء، واليوم بعد أن انتظمت المجتمعات العصرية، وانتهى الرق تماما في
كل بلاد العالم هل يعود الحجاب لأنه من المسموح به في المجتمعات الإسلامية هتك عرض
غير المسلمات؟!)
** **
** ما هذه الجملة التحريضية الساذجة، لم يكن
مسموحا في المجتمعات الإسلامية هتك عرض غير المسلمات أبدا، ولا في أي وقت من الأوقات،
ولا بسلب حقوقهن، وقد عشن في أمن وآمان بجوار المسلمين وفي حمايتهم والأمثلة على
ذلك كثيرة، وهو ما كان السبب في دخول الكثير منهم ومنهن في الإسلام، ولكني ما زلت
استنكر جملة:
"انتظمت المجتمعات العصرية لوجود الشرطة
والمحاكم، وانتهى الرق تماما في كل بلاد العالم"، وقد سبق الرد على هذه
النقطة بأن وجود الشرطة والمحاكم لم يمنع جريمة العتبة والمعادي والأطفال في
الحضانة، بل الذى يمنع كل هذا الوازع الديني.
** أما عن الرق فقد عاد على يد هؤلاء الفرنجة
بفتح بيوت للدعارة واستجلابهن من روسيا وغيرها من البلاد المغلوبة على أمرها، وبعد
أن نظمه الإسلام بما يسمى ملك اليمين.
** **
وتقول:
(والواقع أننا نجد في التاريخ ما يؤيد هذا
الظن، ففي كتاب "رد المحتار على الدر المختار" لابن عابدين يقول:
"إن الأصل تمييز غير المسلمين عن
المسلمين وإذا وجب التمييز، وجب أن يكون بما فيه ذل وصغار لهم كي لا يعامل غير
المسلم معاملة المسلم في التوقير والتعظيم"
وسردت نصا طويلا يحكي تفاصيل التفرقة بين
المسلم وغير المسلم إلى أن تقول:
ولابد أن المستشرقين قد اطلعوا عليها
وترجموها ووجدها - من يعادي الإسلام منهم - ذريعة لتوجيه الاتهامات إلى المسلمين
بأنهم يشيعون التمييز العنصري في مجتمعاتهم والإسلام بريء مما يفتريه المسلمون
وأعداؤهم، ولدينا من النصوص ما يثبت ذلك ويبرهن على تحضر الإسلام وسبقه لكل العصور
في المساواة بين البشر، حتى الذين يخالفونه منها.
ثم تستطرد:
كثيرا من الآيات التي تحض المسلمين على
احترام أهل الكتاب، وتدل على حسن معاملة غير المسلم فضلا عن أن الإيمان برسلهم أحد
أركان الإسلام)
** **
** جزاك الله خيرا.. فما عساي أن أعلق فقد
شهدت بالدليل.. وقد حث الإسلام على احترام أهل الكتاب وعلى تحضر الإسلام وسبقه لكل
العصور في المساواة بين البشر، وليس من الضروري لتمام المساواة أن تعصي المرأة
المسلمة أمرا صريحا بضرب الخمار على الجيوب، وأن تمشي سافرة متبرجة مثل أهل الكتاب
ودينها الدين الخاتم الذي بعث للناس كافة.
فبدلا من أن نحضرهم بتعاليم ديننا نجد أنفسنا
مطالبين باتباعهم حتى لا يشعروا بالمهانة لأن المرأة المسلمة متميزة بالخمار.
وتقول:
(لقد انقضى الزمن الذي يفيد فيه التمييز
بالزي في منع الإيذاء عن المسلمات، وقد رأينا ربما جلب عليهن المشاكل عندما يدل
على هويتهن؛ ففي لبنان اندلعت حرب أهلية في منتصف السبعينات كانت النساء المحجبات
عرضة للقتل بواسطة قناصي الميليشيات المسيحية (القتل بسبب الهوية) وفي البوسنة
ارتكب الصرب جرائم الاغتصاب والتعذيب ضد المسلمات البوسنيات، وما زالت المسلمات
اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين من الفلسطينيات والشيشانيات والألبانيات
والباكستانيات والهنديات وغيرهن يلاقين الأهوال من جنود الجيوش المتصارعة في عالم
يموج بالمعارك الدينية)
** **
** هاهى ذى قد اعترفت بأن المسلمات يلاقين
الأهوال في عالم يموج بالمعارك الدينية، إذن فالدين هوالذى يحارب، في شخص من
سيؤدون شعائره، والمسلمة إذا تركت الخمار فهي لا تزال مسلمة ومعروف هويتها، أم أن
الكاتبة تريد من المسلمة أن تترك الخمار مع إعلان براءتها من الإسلام حتى لا تتعرض
للإيذاء؟!
وهل إذا تركت المرأة المسلمة الخمار سيكف
المستعمر أذاه عنها وعن دين الإسلام وهو الذي يريد أن يفرض عاداته وتقاليده من
الاعتراف بالشواذ، وحق الإجهاض، وهم الذين يريدون حذف بعض الآيات القرآنية
واستبدال البعض، أي يكتبون كتابنا بأيديهم كما حرفوا في كتبهم، وللأسف يتم ذلك
بأيدي عملاء لهم من بيننا يحاربون الله ورسوله لفترة محدودة من الزمن هي مدة
أعمارهم فيها، ثم ينقلبون إليه صاغرين خاسرين.
** **
** وإذا كانت المرأة التي لا ترتدي الخمار
تذبح على يد الجماعات المتطرفة كما حدث في الجزائر، وتذبح إذا على ارتدته على يد
الصليبيين، فما عساها أن تفعل برأيك؟!
أقول أنا..؟
تفعل ما أمرها به دينها لتنال ثواب الحسنيين.
في كل عصر يجد القوى مبررا للاعتداء
والاغتصاب والسلب والنهب فخير للمسلمة أن تضطهد بسبب تمسكها بدينها وإعلان هويتها
من أن تموت كما يموت البعير وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، والفرق بين المسلم
وغير المسلم هو الإيمان بالبعث.
وتقول:
(هل تستطيع قطعة نسيج أن تحمي شرف المرأة
وتجبرها على العفة..؟!)
** والله نعم.. نقول للكتابة إن قطعة النسيج
منها البلوزة والتنورة والفستان والجلباب فنحن نستر أجسادنا بقطع النسيج، فنجعله
كثيفا في الشتاء خفيفا في الصيف، مناسبا في الربيع فقط وضعه على الرأس هو الذي
يؤذينا ويفعل كل هذه الأفاعيل، وأؤكد لك أن قطعة نسيج على الرأس تجبر المرأة فعلا
على التزام الوقار والحذر، وتجعل الذي في قلبه مرض يتردد ألف مرة ولا يجترئ إلا
إذا أعطته الضوء الأخضر، فإن أخطأت كانت سريعة التوبة من أجل تلك القطعة، وإن
أخطأت قال لها غيرها كيف تفعلين ذلك وأنت محجبة.. أليس هذا ما يقال؟
وتقول:
(والله تعالى لا يقيم الناس بمظهرهم الخارجي
أو صورهم ولكن بما تحمله عقولهم وقلوبهم من أفكار ونوايا وبأفعالهم: وتستشهد
بالآية الكريمة:
"من عمل صالحا من ذكر أو
أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب")
** **
** ولبس الخمار من أهم الأعمال الصالحة
مادامت النية هي الطاعة والامتثال لأمر الله ورسوله، وتجنب الفتنة والإيذاء.
وإذا كان الله تعالى لا يقيم الناس بمظهرهم
الخارجي ولكن بما تحمله عقولهم فماذا يكون تقييمه للتى تكشف شعرها وتدعو الغير
لكشفه..!! الله يقيم الناس بمدى طاعتهم له والتزامهم بأوامره.
وتقول:
(والمفروض على المرأة المؤمنة أن تنأى بنفسها
عن الإغراء بغض البصر وعدم التبرج وباللباس المحتشم الذي لا يلفت الأنظار
بالاستقامة، ولم تنس أن تبين معنى التبرج كما جاء في المصباح المنير: وهو الإفراط
في إظهار الزينة والمحاسن للأجانب)
** **
** بالله عليكم ألا يعد إظهار الشعر وصبغه
وتصفيفه بما يليق مع الوجه ودكولتيه الفستان وصباغة الأظافر ولبس الإكسسوار
للأجانب من غير المحارم من التبرج..!! وكيف تنأى بنفسها عن الإغراء وهذا هو حالها.
وتقول:
(إن العفة هي السلاح الحقيقي للمرأة ضد كل
المغريات، خاصة في عصرنا الحاضر، وهي لا تفرض عليها بزي قد ترتديه مذعنة وتخفي
تحته باطنا قبيحا، وإنما تنبع من أعماقها بالتنشئة الصحيحة، وبتعويدها على التقوى
وتربية ضميرها (أي الخوف من الله السميع العليم بكل شيء)
** **
** كم يخدمني كلامك في قضيتي، فعلا العفة هي
أفضل سلاح للمرأة ضد كل المغريات، وذلك بالتنشئة الصحيحة، الله كلام جميل،
وبتعويدها الخوف من الله السميع العليم.. تمام، والخوف من الله لا يتأتى إلا
بطاعته عز وجل في نص قوي الدلالة مثل: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" هكذا
بهذا الفعل الأمر!!
** **
وتستشهد بالآية الكريمة:
{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي
لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ
غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور: 60)
** **
** وقد سبق وأن علقت على هذه الآية ولكن
الجديد أنها تشرح في الهامش:
أن يضعن: أن يخففن، وامرأة واضع: أي خلعت
خمارها)
** أليس خمارها هذا هو نقطة اختلافنا، وهو
قطعة النسيج..!!
** **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق