مالك الشاب
# انقطع مالك لطلب العلم، ومات والده وعائله، وشب الفتى وأصبح عليه أن يعول نفسه وزوجته وابنته.. وكانت له تجارة بأربعمائة دينار
ورثها عن أبيه، ولكنه كان مشغولا عنها بطلب
العلم فكسدت تجارته.
# وكان مالك في صدر حياته فقيراَ وكان والده
صانعاَ، وتفرَّغ مالك للعلم فأورثه ذلك شيئاَ من الفقر، لكنه بعد ذلك استغنى إذ
كان له أخ يعمل بالتجارة فكان مالك إذا تجمع له مال يعطيه لأخيه ليتاجر له به ثم
فتح الله عليه واستغنى فكان كثير العطاء لطلبة العلم
# ولما بلغ أوج شبابه، وجد نفسه عاجزا عن توفير ما يكفي أهل بيته إلا أن يضحي بطلب العلم .
# انفجرت أول صرخات اجتهاده وناشد الحاكمين أن يمكنوا أهل العلم من التفرغ للعلم،
وأن يجروا عليهم رواتب تكفل لهم الحياة
الكريمة.
# غير أن أحدا لم يلتفت إليه، فقد كانت الدولة الأموية التي عاش شبابه في ظلها مشغولة بتثبيت
أركانها، وبتآلف قلوب شيوخ أهل العلم دون شبابهم.
# التقى في تلك
الفترة طالب علم شاب من أهل مصر هو
الليث بن سعد..
# لاحظ الليث بن سعد أن صديقه ـ على الرغم من أناقة ثيابه ونظافتها، وعلى الرغم من رائحة
المسك والطيب التي تسبقه ـ فقير جهد الفقر، وإن كان
ليداري فقره تعففا وإباء!..
# كان الليث واسع الغنى، فمنح صاحبه مالا
كثيرا وأقسم عليه أن يقبله.
# وظل كذلك حتى أصلح الله حال مالك ووجد من
الخلفاء من يستجيب إلى ندائه المتصل بأن تجري الرواتب على أهل العلم.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق