{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ
أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ(14)
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً
ِلْعَالَمِينَ(15)}.
ثم ذكر
تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم) قصة نوح تسليةً له عما يلقاه من أذى المشركين
فقال:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا}
أي ولقد بعثنا نوحاً إلى قومه فمكث فيهم تسعمائة
وخمسين سنة يدعوهم إلى توحيد الله جلّ وعلا، وكانوا عبدة أصنام فكذبوه، فأهلكهم
الله بالطوفان وهم مصرّون على الكفر والضلال.
قال أبو السعود: والطوفان: كل ما يطوف بالشيء
على كثرة وشدة، من السيل والريح والظلام، وقد غلب على طوفان الماء.
قال
الرازي: {وَهُمْ ظَالِمُونَ} إشارة إلى لطيفة، وهي أن الله لا يعذب على مجرد وجود
الظلم، وإنما يعذب على الإصرار على الظلم ولهذا قال: {وَهُمْ ظَالِمُونَ} يعني
أهلكهم على ظلمهم .
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق