قصة الموطأ
طلب الخليفة المنصور من الإمام مالك أن يضع كتابا يتضمن أحاديث الرسول و أقضية الصحابة وآثارهم، ليكون قانونا تطبقه الدولة في كل أقطارها بدلا من ترك الأمر لخلافات المجتهدين والقضاة والفقهاء.
وكان ابن المقفع الكاتب قد أشار على الخليفة من قبل بإصلاح القضاء وتوحيد القانون في كل أرجاء الدولة.
قال المنصور للإمام مالك:
«ضع للناس كتابا أحملهم عليه» فحاول مالك أن يعتذر عن المهمة ولكن المنصور ألح
عليه وقال:
«ضعه فما أحد اليوم أعلم منك»
واقتنع مالك برأي الخليفة، لأنه هو نفسه كان فكر من قبل
أن يجمع الأحاديث النبوية في كتاب يضم مع الأحاديث آثار الصحابة، ليجتمع المجتهدون والفقهاء والقضاة على رأي واحد وانقطع الإمام عاكفا على إعداد الكتاب وأخذ يكتب وينقح ويحذف أضعاف ما يثبت، وينقح ما يثبت وأسمى كتابه الموطأ. والموطأ لغة هو المنقح.
أن يجمع الأحاديث النبوية في كتاب يضم مع الأحاديث آثار الصحابة، ليجتمع المجتهدون والفقهاء والقضاة على رأي واحد وانقطع الإمام عاكفا على إعداد الكتاب وأخذ يكتب وينقح ويحذف أضعاف ما يثبت، وينقح ما يثبت وأسمى كتابه الموطأ. والموطأ لغة هو المنقح.
ولبث ينقح في الكتاب سنين عددا، وخلال تلك السنين أخرج منافسوه من علماء المدينة كتبا كثيرة في الأحاديث وآثار الصحابة
أسموها الموطآت، وسبقوه بها.. فقيل لمالك: شغلت
نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شاركك فيه الناس وعملوا أمثاله،
وأخرجوا ما عملوا فقال:
«ائتوني بما عملوا».. فأتوا
به فلما فرغ من النظر فيها قال:
«لا يرتفع إلا ما أريد به وجه الله »
ولقد كتب كثير من معاصريه كتباً كالموطأ
وقُدِّمَت إلى الخليفة، وكلما سئل مالك أن يستعجل كتابه فقد سبقه الناس كان يقول: « ما كان لله يبقى
»
وفي الحق أن شيئا من تلك الكتب لم يذكر بعد، وكأنما ألقيت في الآبار..
أما كتاب الموطأ فقد أنجزه مالك بعد أن قضى
المنصور وجاء بعده خليفة وخليفة ثم جاء هارون الرشيد فأراد أن يعلق كتاب الموطأ في الكعبة ولكن الإمام مالك بن أنس أبى.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق