دور الأم
# لم تطق
الأم صبرا بل قامت عند الفجر وبعد أن أدت صلاتها استخارت ربها ثم قامت إلي صغيرها فألبسته أحسن ثياب
وعممته، وطيبته ثم ذهبت به إلى مسجد رسول الله (صلي عليه وسلم) واختارت له حلقة
«ربيعة» من بين سبعين حلقة تلتف حول أعمدة
المسجد النبوي يقوم عليها سبعون من أساطين العلم.
# ودعت
له بالخير وبالتفقه والفهم والحفظ . ومنذ ذلك اليوم لازمته عادة الاستحمام والتطيب
كلما أتى مجلس العلم سواء كان متعلماً أو معلماً فيكون في أحسن مظهر وأرقى صورة.
# عجب
رواد المسجد لذلك الصبي الأشقر يفوح
منه الطيب في عمامة الشيوخ يجلس في حلقة «ربيعة» الذي عرف عنه الاجتهاد في المسائل
الصعبة.
# وأمسك
الصبي بلوح يكتب فيه كل ما يقوله «ربيعة» ويشب بعينيه
وأذنيه ليستوعب مسائل الشيخ الفقهية.. فقد كان
يلقي بفتاوي واستنباطات يحتاج فهمها إلى عقل ناضج، ورأس كبير جدير بالعمامة التي يحملها.
# ومنذ ذلك اليوم أخذ مالك نفسه بالمشقة في طلب
العلم.
***
# ولكن
الصبي لم يكتف بل سرعان ما وجد ما يبهره في الحلقات الأخرى من فنون المعارف.. فلم
يعكف على حلقة ربيعة وحده، بل تنقل
بين حلقات الفقهاء.. يحفظ القرآن ويصغي إلى
تفسيره في هذه الحلقة ثم ينتقل إلى حلقات أخرى فيحفظ منها الأحاديث
النبوية ويستوعب تأويل الأحاديث. ويتلقى فتاوى الصحابة من شيخ، والرد على ما يثار من أفكار وآراء في العقائد من شيخ آخر.. ثم
يعود إلى ربيعة أو غيره من الشيوخ الذين يجد
لديهم علما أغزر.
***
# كان مالك إذا جلس ليستمع
للأحاديث وهو صبي يحمل معه خيطا فيعقد مع كل حديث عقدة.. حتى إذا كان آخر النهار، أعاد على نفسه الأحاديث وعد العقد، فإن وجد نفسه قد نسي شيئا
قرع باب شيخه الذي سمع منه الأحاديث فيحفظ منه
ما نسي.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق