الجمعة، 9 نوفمبر 2012

تحريم الربا وأضرارُه على الفرد والمجتمع


تحريم الربا وأضرارُه على الفرد والمجتمع

)الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(275)يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ(276)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(277)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(278)فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ(279)وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(280)وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(281(

# وهذه صورة في غاية التعبير عن الذين يتعاملون بالربا ويمتصون دماء الناس
يشبهم الله بالذين يصيبهم الصرع فهم يتعثرون ويقعون ولا يستطيعون المشي وكلما قاموا تعثروا ووقعوا، وهذا هو حالهم وهم  يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وبهذه الكيفية يعرفون لهم ويفتضيحون.
وفي الدنيا تجد أيضاً أن له حركة غير منطقية، هستيرية لأنه دائما ذائغ البصر حول ماله وهو يحصله ويحسب الزيادة فيه.

والله سبحانه لا يحرم الانسان من زيادة ماله ولكن عن طريق العمل والبيع والشراء فقد أحل الله البيع لما فيه من تبادل المنافع، وحرّم الربا لما فيه من ضرر بالفرد والمجتمع، لأن فيه زيادة مقتطعةً من جهد المدين ولحمه.

ويهدد الله المرابين إِن لم تتركوا التعامل بالربا في الحال فأيقنوا بحرب الله ورسوله.

 قال ابن عباس: يقال لآكل الربا يوم القيامة خذ سلاحك للحرب.

ثم حذّر تعالى عباده من ذلك اليوم الرهيب الذي لا ينفع فيه إِلا العمل الصالح.

قال ابن كثير: هذه الآية آخر ما نزل من القرآن العظيم وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى.

ولو نظرنا للتعبير القرآني نجد الكلمات الآتية:

"يأكلون" فهذا تقريع للمرابي لأن الربا الزياة ولا أحد يأكل الزيادة.

"التخبط" هو الضرب على غير استواء وهدى،أي أن حركته غير رتيبة.

"الشيطان" وهو عاصي الجن. والله سبحانه يعطي لنا صورة للشيطان، حين يتكلم  عن شجرة الزقوم.
"المس"  التكوين الإنساني له استقامة ملكات مع بعضها البعض؛ فإذا ما مسه الشيطان فسد تآزر الملكات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق