الجمعة، 9 نوفمبر 2012

وحدانية الله تعالى، وبعض مظاهر قدرته


وحدانية الله تعالى، وبعض مظاهر قدرته

وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ(163)إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( 164)

سبب نزول الآية (163):
عن عطاء قال: قال كفار قريش بمكة كيف يسعُ النّاسَ إِلهٌ واحد؟ فأنزل الله:
(وإلهكم إله واحد) وقد ورد الخبر خاليا من التأكيد، مع أن من الناس من ينكر وحدانية الله، تنزيلا للمنكر منزلة غير المنكر، وذلك لأن بين أيديهم من البراهين الساطعة، والحجج القاطعة، ما لو تأملوهلوجدوا فيه غاية الإقناع.

وعن أبي الضحى قال (164): لما نزلت إلهكم إله واحد:  تعجب المشركون وقالوا: إله واحد؟ إن كان صادقاً فليأتنا بآية، فأنزل الله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض......... لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون) وجاءت آيات نكرة نكرة للتفخيم أي آيات عظيمة دالة علي قدرة قاهرة.

قال كعب الأحبار: السحاب غربال المطر ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه من الأرض كل هذه دلائل وبراهين على القدرة القاهرة، والحكمة الباهرة، والرحمة الواسعة لقوم لهم عقول تعي وأبصار تدرك، وتتدبر بأن هذه الأمور من صنع إِله واحد قادر حكيم.

(وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ ) ورد لفظ الرياح مفردة ومجموعة، مفردة مع العذاب (بريح صرصر عاتية) ومجموعة مع الرحمة (الرياح مبشرات)

وعن عجيب هذه الآية ما قاله الشيخ الشعراوي:

إنه سبحانه يريد أن ينبه العقل إلى أن يستقبل نعمة الوجود في ذاته وفي الكون المسخر له ليستنبط من هذه الآيات العجيبة صدق الله في قوله: " إلهكم إله واحد"، لأنه ليس من المعقول أن يخلق غير الله كل ذلك الخلق ثم يسكت عنه! فضلا عن أن أحداً لم يدع أنه خلقها، ومادام لم يدع أحد ذلك، وأنت أيها الإنسان لم تخلقها، ورغم الكفر والعناد لم يدع أحد هذه القضية قط، إذن سيظل الملك لله وحده إلى أن يقول أحد: أنا لي الملك لماذا؟.
لأن الناس من الأرض قد خلقوا، وفي الأرض عاشوا، فالأصل هو أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس؛ فالناس أبناء الأرض، وبقاء حياتهم عليها. والله حين يعرض قضية الخلق للإنسان؛ فهو سبحانه يعرضها عرضا فيه مناعة ضد أي قضية أخرى تناقضها. ولذلك يقول لنا: إن خلق السماوات والأرض وخلقكم هو أمر غيبي، ومادام أمرا غيبيا فلا رائي له ولا مشاهد له إلا الذي خلقه، فخذوا علم الخلق منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق