السعي بين الصفا والمروة وجزاء كتمان آيات الله
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ
مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(158)إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ
لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَعِنُونَ(159)إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ
وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(160)إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161)خَالِدِينَ
فِيهَا لا َيخففُ عَنْهُمْ
الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ(162(
سبب
نزول الآية
(158):
أخرج
الشيخان عن عروة: قلت لعائشة: أرأيت قول الله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ
يَطَّوَّفَ بِهِمَا فما أرى على أحد شيئاً أن لا
يطوف بهما.
فقالت عائشةرضي الله عنها: بئس ما قلت يا ابن
أختي، إنها لو كانت على ما أوَّلتها عليه، كانت:
فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما.
إنما
أُنزلت، لأن الأنصار قبل أن يُسلموا كانوا يُهِلِّون لمناة
الطاغية، وكان من أهلَّ لها، يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة،
فسألوا عن ذلك رسول الله، فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطَّوَّف بالصفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ ثم سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يدع الطواف بينهما.
سبب
نزول الآية (159) وما بعدها:
نزلت في
علماء أهل الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأمر محمد
صلى الله عليه وسلم.
روى
الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معاذ بن جبل وسعد بن
معاذ وخارجة بن زيد سألوا نفراً من اليهود عما في التوراة
من ذكْر النبي صلى الله عليه وسلم، فكتموه إياه، فأنزل الله هذه الآية.
فائدة: الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ خالدين فيها هؤلاء يلعنهم الله
وملائكته وأهل الأرض جميعاً، حتى الكفار.
فإِنهم يوم القيامة يلعن بعضهم بعضاً وهم خالدون فيها أي في النار - وفي إِضمارها تفخيم لشأنها وعذابهم في جهنم دائم لا ينقطع ولا يخف عنهم طرفة عين بل يلاقيهم العذاب فور مفارقة الحياة الدنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق