نِعَمُ الله العشر على بني إسرائيل
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50)وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51)ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53)وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54)
بيان أقسام تلك النعم على سبيل التفصيل بعد الاجمال، ليكون أدعى إِلى الشكر، فكأنه قال: اذكروا نعمتي.
واذكروا إِذ نجيناكم من آل
فرعون،
واذكروا إِذ فرقنا بكم البحر...
إِلى آخره
وكل هذه
النعم تستدعي شكر المنعم لا عصيانه.
ومن بلاغة القرآن
ويقول صفوة التفاسير:
وهناك فرق كبير بين كلمة "نَجَّى" وكلمة "أَنْجى"،
"نَجّى" تكون وقت نزول العذاب.
"أَنْجى" تمنع
عنهم العذاب،
الأولى للتخليص من العذاب.
والثانية لإبعاده نهائياً .
ففضل الله عليهم كان على مرحلتين:
الأولى أنه خلّصهم من عذاب واقع
عليهم.
والثانية أبعدهم عن آل فرعون فخلّصهم منه نهائياً.
ومن نعمه أيضا أنهم يشاهدون
فرعون وقومه وهم يغرقون ليذهب غيظ قلوبهم من ناحية ويطمئنون أن عدوهم لن يطاردكم
مرة أخرى لأنهم رأوا مصرعه بأُمّ أعينهم.
من عجيب قوله: (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَنْتُمْ ظَالِمُون) ذلك أن أصل
الذهب الذي صنع لهم السامريُّ منه عجلاً هو من
الحليّ التي أخذوها خِلسة من نساء آل فرعون أثناء خدمتهم لهن.
ولذا فتنهم الله بالمال الحرام،
"إن الله طَيّب ولا يقبل إلا طيّباً"
ومن عجيب قوله تعالى: (فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ) فقد كان تكفير الذنب أن ترد هذه النفس إلى بارئها بالقتل، وقد أوقفهم موسى عليه السلام صفوفاً وأمر الذين لم يعبدوا العجل بقتل الذين عبدوا العجل.
ولما قتل منهم قرابة سبعين ألفاً
استصرخ موسى وهارون ربهما وقالا:
"البكية البكية"
أي: ابكوا.. ابكوا.. عسى أن
يعفوا الله عنهم، وقفوا يبكون أمام حائط
المبكى فرحمهم الله.
الخلاصة:
-1لكل ظالم متكبر نهاية وخيمة، ولكل مستضعف مظلوم فرج قريب ونصر محقق طال الزمن أو قصر.
-2نصرة المظلوم على عدوه
نعمة إلهية تستوجب الشكر.
ولذا اتخذ بنو إسرائيل يوم
عاشوراء الذي أنجاهم الله فيه من الغرق عيداً يتقربون فيه
إلى الله بالصيام.
وعندما قدم رسول الله () المدينة ووجدهم على ذلك، قال لهم:
ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرّق فرعون وقومه، صامه
موسى شكراً فنحن نصومه.
فقال رسول الله (): نحن أحق بموسى منكم فصامه (صلى) وأمر أصحابه بصيامه .
3 -المبادرة
إلى التوبة هي السبيل إلى التخلص من المعصية.
-4 الصبر هو مفتاح الفرج،
قال القشيري: من صبر في الله على قضاء الله عوضه الله صحبة أوليائه،
-5 طريقة تخلص بني إسرائيل من أوزارهم بالقتل دليل
فضله على الأمة المحمدية حيث إنه تعالى خَفَّف عنها.. الأن تجزئك التوبة النصوح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق