الجمعة، 9 نوفمبر 2012

عرض لشيء من أخلاق اليهود السيئة


عرض لشيء من أخلاق اليهود السيئة

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ(44)وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45)الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46)يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47)وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ(48(

المناسبة:
 نزلت في بعض علماء اليهود، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته، ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين:
اثبتوا على دين محمد فإِن أمره حق، فكانوا يأمرون الناس بالإِيمان ولا يفعلونه.

عجيب هذا الخطاب أنه لا ينطبق على اليهود فقط، بل على كل من سلك مسلكهم، فالدين كلمة تقال وسلوك يفعل فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة، لأن من يراك تفعل ما تنهاه عنه يدرك أنك مخادع وغشاش.

فلا بد للقول من عمل وهو ما كان عليه رسول الله () فما أمر أصحابه بشيء إلا كان أسبقهم إليه، ولذا أمرنا الله تعالى باتخاذه قدوة

وكان سيدنا عمر رضي الله عنه إذا أراد أن يأمر الرعية بشيء بدأ بنفسه وأهله

فلابد للعلماء والدعاة أن يكونوا قدوة إذا أرادوا إصلاح المجتمع، وهو المنهج الذي انتشر به الإسلام في كثير من البلدان كالصين عبر التجار المسلمين الملتزمين بتعاليم الإسلام.

فائدة : طلب الله تعالى منهم في الآية الاستعانة بالصبر والصلاة ثم قال:  (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ) ولم يقل وإنهما فهل المقصود الصلاة فقط، أم الصبر والصلاة معاً..؟
المقصود الأمران معاً وإنما اقتصر على واحدة لاشتراكهما في نفس العمل ويؤديان نفس العلاج.فلا يتم الصبر بلا صلاة، ولا تتقن الصلاة إلا بالصبر.

 (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) عالمي زمانهم بإِرسال الرسل، وإِنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكاً، وتفضيل الآباء شرفٌ للأبناء.

فائدة : هذه الآية وردت مرتين والصدد ذاته،
الأولى: (وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ)
والثانية:  (وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ).
 ولا تكرار في ذلك، لأن الأولى تتعلق بالنفس التي تريد أن تشفع لمن أسرف على نفسه فلا يقبل منها، ثم تطلب العدل وهو الفدية فلا يقبل منها.
وأما الثانية فهي تخص النفس المسرفة، فتطلب العدل أولاً فلا يقبل منها، ثم تبحث عن الشفعاء فلا تنفعها الشفاعة.

الخلاصة:
-1الصدق مع الناس من الصفات الأساسية التي يجب على المسلم أن يتحلى بها.

-2
لابد للطاعة من صبر، ولابد لترك المعصية من صبر، وخير معين على ذلك الصلاة بكل خضوع وتذلل وافتقار، لأن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد.

-3
موازين الآخرة غير موازين الدنيا، فالمجرم في الدنيا يمكن تبرئته بالوساطات والشفاعات عند مَنْ لا يخافون الله، وأما في الآخرة فلا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا

 -4الشفاعة المرفوضة يوم القيامة هي شفاعة الكافرين، أما المؤمنون فتنفعهم الشفاعة بإذن الله تعالى.
 
-5
تفضيل بني إسرائيل على العالمين ليس على إطلاقه، ولكنه مرتبط بفترة زمانية سابقة لالتزامهم بشرع الله تعالى فيها فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وغضب عليهم ولعنهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق