الجمعة، 9 نوفمبر 2012

بعض مطامع اليهود وجزاؤهم


بعض مطامع اليهود وجزاؤهم

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(61(

وُصِفَ الطعام هنا بأنه واحد مع أنه مكوّن من صنفين المن والسلوي لأنه كان يأتيهم من جهة واحدة من السماء، فتطلعت أنظارهم إلي الأرض، إلى طعام العبيد فقالوا:  
ادع لنا ربك يرزقنا ما تخرجه الأرض من الحبوب والبقول .. فعتب الله عليهم لعلهم يرجعون.

فائدة:  الباء تدخل على المتروك، فبنو إسرائيل تركوا الذي هو خير وهو المنّ والسلوى وأخذوا الذي هو أدنى، بمعنى أنه دونه رتبة في الخيرية، لا بمعنى أنه دنيء لأن رزق الله المباح لا يوصف بالدناءة.
ادخلوا مصراً من الأمصار وبلداً من البلدان أيّاً كان لتجدوا فيه مثل هذه الأشياء.
وكلمة مصر تطلق على كل مكان له مفتي، وأمير، وقاض.
 ومن غير الممكن أن تكون مصر التي عاش فيها فرعون لأنهم خرجوا منها للتو.

فائدة:  فإن قيل: كيف جاز أن يخلى بين الكافرين وقتل الأنبياء؟
 أجيب: بأن ذلك كرامة لهم، وزيادة في منازلهم.
كمثل من يُقتل في سبيل الله من المؤمنين.

الخلاصة:

-1
ترك الأفضل من المطعومات وطلب الأدنى دليل النفس البشرية قد تبدّل الطيّب بالخبيث، والأرقى بالأدنى.

-2 الله تعالى يخلق الأرزاق وغيرها بالأسباب، وبالأمر المباشر فرزق الدنيا فتنة ورزق الآخرة خير وأبقى.

4
-لم يستجب بنو إسرائيل لتأنيب الله لهم، وأصروا على استبدال ما هو أدنى بما هو خير، فأجابهم الله اهبِطُوا  ليعبِّر عن نزولهم من الأعلى إلى الأدنى.

-5
الجزاء الذي أنزله الله باليهود من الذلة والمسكنة مطابق لجرائمهم.

-6
الفرق بين الأنبياء والرسل:
 الأنبياء أسوة سلوكية يوحى إليهم ولكنهم لا يأتون بمنهج جديد.
الرسل أسوة سلوكية يوحى إليهم بمنهج جديد، ولذلك كان كل رسول نبياً وليس كل نبي رسولاً.

والله تعالى يعصم أنبياءه ورسله من الخطيئة، ويعصم رسله من القتل بخلاف الأنبياء فهم عرضة للقتل.
وقد بعث الله أنبياءه لبني إسرائيل ليقتدوا بهم فقتلوهم لأنهم فضحوا كذبهم، وذلك حال المنحرف في كل زمان فإنه يكره الملتزم ويحاول إزالته عن طريقه ولو بالقتل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق