رسول الحق
رَسُولُ الحَقِّ بِالْبُشْرَى أَتَانَا
يُعِزُّ الْـخَلْقَ لِلإِسْلامِ زُلْفَهْ
وَيُهْدِي مِنْ عَطَاءِ اللهِ نُورًا
يَزِيدُ العَبْدَ إِحْسَانًا وَأُلْفَهْ
فَإِذْ بَلَغَ الْمَدِينَةَ فِي غَدَاةٍ
رِجَالُ الْقَوْمِ جَاءَتْ كَيْ تَزُفَّهْ
إَذَا الْبُشْرَى تُعَطِّرُ كُلَّ حَيٍّ
تَلُمُّ الْشَّمْلَ بِالتَّحْنَانِ لَـهْفَةْ
وَصِرْنَا بِالْبَشَائِرِ سِرْبَ فَأْلٍ
بِأَفْئِدَةِ الْيَقِينِ تَصُفُّ صَفَّةْ
فهذا الْبَدْرُ أَقْبَلَ يَا رَفِيقِي
تَنَالُ الْـخَيْرَ لَوْ قَبَّلْتَ كَفَّهْ
يُبَدِّدُ وَجْهَ إشْراكٍ وَظُلْمٍ
لِيَكْسِرَ شَوْكَهُ وَيُزِيلُ حَشْفَهْ
يُعَلِّمُنَا مَبَادِئِنَا وَيَسْعَى
بِنُورِ الْحَقِّ يُهْدِي
الْكَوْنَ عَرْفَهْ
بِهَدْيٍ مِنْهُ كَمْ قَامَتْ حَيَاةٌ
وَمَنْ يَتْبَعْ هُدَاهُ يُعَدُّ رِدْفَهْ
وَمِنْ حَوْضِ الشَّرِيعَةِ كَمْ نَهَلْنَا
كَمَا الْعُصْفُورِ تُحْيِيهِ بِرَشْفَهْ
وَرَبِّي مَا رَضِيتُ لِهَدْيِ قَلْبِي
سِوَى الإِسْلامِ تَصْدِيقًا وَعِفَّةْ
فَرُحْتُ إِلَيْهِ يَدْفَعُنِي حَنِينِي
فَجَاءَ عَطَاؤُهُ عَدْلاً وَعَطْفَهْ
فَمَنْ مِنْ بَعْدِهِ للْحَقِّ هَادٍ؟!
وَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْهُ فَذَاكَ أَسْفَهْ
وَفِي بَيْتِ النُّبُوَّةِ كُلُّ فَضْلٍ
تَحُفُّ به من الرَّحْمَنِ حَفَّهْ
رَسُولُ اللهِ عِنْدَ الأَهْلِ يَـحْيَا
بِمِهْنَةِ أَهْلِهِ وَيَخِيطُ خُفَّهْ
وَيَسْتَبِقُ (الْبَرِيئَةَ)* فِي فَضَــاءٍ
وَيَرْضَى بِالْعِتَابِ وَفيهِ رَأْفَةْ
وَفِي عَصْفِ المَعَارِكِ كَمْ تَحَدَّى
لِيَرْفَعَ رَايَةَ الإِسْلامِ خَلْفَهْ
وَأَهْلُ الْغَرْبِ يَعْتَرِفُونَ جَهْرًا
بِأَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ خَيْرُ نُطْفَهْ
وَأَكْرَمُ مِنْهُ مَا فِي الخَلْقِ جودًا
وَمَا بَلَغَ الْوَرَى مِنْ بَعْدُ وَصْفَهْ؟!
......................
*السيدة عائشة التي برأها الله سبحان من حادثة
الإفك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق