تكذيب ادعاء اليهود الإيمان بالتوراة
وَلَقَدْ جَاءكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(92)وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(93)
هذه طائفة أخرى من جرائم اليهود، فقد نقضوا الميثاق فرفع جبلُ الطور عليهم وأمروا أن يأخذوا بما في التوراة، فأظهروا القبول والطاعة ثم عادوا إِلى الكفر والعصيان، فعبدوا العجل من دون الله، وزعموا أنهم أحباب الله، وأن الجنة خالصة لهم من دون الناس لا يدخلها أحد سواهم، وعادَوا الملائكة الأطهار وعلى رأسهم جبريل عليه السلام، وكفروا بالأنبياء والرسل، وهكذا شأنهم في سائر العصور والدهور.. ورفع الجبل فوقهم لأنهم قوم ماديون لا يؤمنون إلا بالمحسوس.
فائدة: هناك قول وفعل وعمل فالقول أن تنطق بلسانك، والفعل أن تقوم جوارحك بالتنفيذ، والعمل أن يطابق القول الفعل. فهم سمعوا ما قاله لهم الله تعالى وعصوه.
و عصينا ليست معطوفة على سمعنا، وإنما معطوفة على قالوا
سمعنا في القول وفي الفعل عصينا، فهم لم يقولوا
الكلمتين، وإنما قالوا سمعنا، ولم ينفذوا ما أمرهم الله به
بأفعالهم.
الخلاصة:
-1الإيمان الصحيح هو الذي يجعل صاحبه منسجماً في سلوكه مع ما آمن به. ولكن اليهود ادعوا أنهم آمنوا بالتوراة التي ترشدهم إلى عبادة الله وحده، ولكنهم عبدوا العجل واتخذوه إلهاً من دون الله فبئس هذا الإيمان الذي يصنع إنساناً متناقضاً في حياته وسلوكه تجاه ما آمن به.
-2علامة الإيمان الصحيح المقبول عند الله
أن يطابق السلوك الخارجي المعتقد الداخلي في القلب،
وعلامة الإنسان السويّ أن يطابق فعلُه قوله، فنعوذ بالله من قوم قالوا سمعنا بألسنتهم
وعصينا بأفعالهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق