نداااااء العمر
لما صمتت الطبول
وضمتهما غرفة واحدة عرفت أنه لا انسجام.. قالت بخجل وحذر.. طلقنى.
قالوا لها:
-
فضيحة.. انتظرى سوف تتعودين عليه.
لما تشاجرا عرفت أنه لا وئام.. قالت بخوف وحذر.. طلقنى..
قالوا:
-
وجنين بطنك ماذا تفعلين به..؟ انتظرى حتى تضعي حملك.
لما تكررت المنازعات.. قالت بحذر ودون خوف، ولا خجل.. طلقنى.
قالوا:
-
وصغارك لمن تتركينهم..؟ مزيد من الصبر حتى يشبوا، ويقوى عودهم.
لما ظهرت أول شعرة بيضاء.. قالت بجدية، ودون حذر.. طلقنى.
قالوا:
-
الآن..! بعد هذا العمر..!!
قالت:
-
بعدما فاض الكيل، ونفد الصبر.
قالوا:
-
مزيد من الصبر من أجل الأولاد.
قالت:
-
وإلى متى..؟
قالوا :
-
الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود.
لما اتحد فى رأسها عشرون شعرة بيضاء.. قالت بحزم وجد .. طلقنى.
قالوا :
- كيف..!! يطمع فيك البعيد والقريب، ولا
نحتمل كلام الناس، يؤثرذلك على أخواتك البنات.
لما بلغ عدد الشعرات البيضاء خمسين شعرة.. قالت بصراخ وعويل.. طلقنى.
قالوا:
- أجننت..!! .. الصبيان يستهترون بك..
والبنات يعيرن.. كفاك طيشا لم تعودى صغيرة.
لما بقيت عشرون شعرة سوداء.. تزوج الأولاد والبنات.
تجلس معه على أريكة واحدة.. تقول له بصوت بحوح يخرج من بين ثرم الأسنان
يحمل وهن السنين، وعذابها.
-
لماذا لا تطلقنى..؟
يدقق عينيه ويكور أذنه بيده .. ويقول:
- ماذا تقولين..؟ لم أسمع.. ارفعى صوتك أكثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق