الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والتكليف بقَدْر الوُسْع


الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والتكليف بقَدْر الوُسْع

وبعد ذلك يمتزج إيمان الرسول بإيمان المؤمنين ،وهنا توزيع الفاعل في "آمن" بين الرسول والمؤمنين. وبعد ذلك يجمعهما في إيمان واحد، فصار إيماننا هو إيمان الرسول وإيمان الرسول هو إيماننا، وهذا ما يوضحه القول: "كل آمن بالله"

والرسول مطلوب منه حتى حين يؤمن بالله أن يؤمن بأنه رسول الله، ألم يقل: أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وكان الرسول إذا ما أعجبه أمر في سيرته ذاتها يقول:
 أشهد أني رسول الله .. إنه يقولها بفرحة
والحق سبحانه وتعالى يشهد أن لا إله إلا هو:

الأحداث بالنسبة لعزم النفس البشرية ثلاثة أقسام:
الأول: هو ما لا قدرة لنا عليه، وهذا بعيد عن التكليف.
الثاني: لنا قدرة عليه لكن بمشقة أي يجهد طاقتنا قليلا.
الثالث: التكليف بالوسع.
والله لا يكلف النفس إلا بتكليف تكون فيه طاقتها أوسع من التكليف، كلف الحق كل مسلم بالصلاة خمسة فروض كل يوم، وتملأ أوقاتها بالصلاة وكان من الممكن أن تكون عشرة، بدليل أن هناك أناساً تتطوع.

 وهو سبحانه كلف كل مسلم بالصوم شهراً، ألا يوجد من يصوم ثلاثة أشهر؟
ومثل هذا في الزكاة؛ فهناك من كان يخرج عن ماله كله لله، ولا يقتصر على ما يجب عليه من زكاة.
"فمن تطوع خيراً فهو خير له" مادمت تتطوع من جنس ما فرض.


روي أن الله حينما سمع رسوله وسمع المؤمنين يقولون:
 "ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا"
قال سبحانه: قد فعلت.

وعندما قالوا: "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
" قال سبحانه: قد فعلت.

و"لها " تفيد الملكية والاختصاص وهي ما تكسب النفس ثوابا.
و "عليها"  تفيد الوزر.
ونلاحظ أن كل "لها" جاءت مع "كسبت"، وكل "عليها" جاءت مع "اكتسبت" وهنا وقفة في الأسلوب:
لأن "اكتسب" فيها "افتعل" أي تكلف، وقام .
أما "كسب" فهو أمر طبيعي وكل أفعال الخير تأتي كسباً لا اكتساباً.

فصاحب الشر يفتعل، أما صاحب الخير فإن أفعاله سهلة لا افتعال فيها.

والمصيبة الكبرى حين لا يحتاج الشر إلى افتعال؛ لأن صاحبه يصير إلى بلادة الحس الإيماني، وتكون الشرور بالنسبة إليه سهلة؛ وهنا تحيط به  الخطيئة من كل ناحية، ولم يعد هناك منفذ.

فائدة: عن ابن مسعود : قال رسول الله (صلي)
"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".

وفي رواية لمسلم أن ملكا نزل من السماء فأتي النبي(صلي ) فقال له: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك :(فاتحة الكتاب) و (خواتيم سورة البقرة) لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته.

## ##

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق