الجمعة، 9 نوفمبر 2012

تحريف أحبار اليهود للتوراة


تحريف أحبار اليهود للتوراة

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79)وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(80)بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(82).

قال العباس: نزلت الآية (79) في أحبار اليهود "الذين غيّروا صفة النبي () وبدلوا نعته" وكانت صفته في التوراة: أكحل، أعين، ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه،
فَقالوا: نجده طويلاً، أزرق، سبط الشعر.

قال ابن عباس:  قدم رسول الله () المدينة، ويهود تقول:
إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس في النار، لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد في النار من أيام الآخرة، فإنما هي سبعة أيام، ثم ينقطع العذاب، فأنزل الله : لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ..

فائدة:  الويل يعني الحسرة وقت رؤية العذاب، وقيل: هو واد في جهنم يهوي الإنسان فيه سبعين خريفا.

فائدة:  المس يعني اللمس الخفيف أو اقتراب شيء من شيء بحيث يحس أحدهما بالآخر إحساساً لا يكاد يذكر.
وهكذا أخذوا أقل الأقل في العذاب، وفي مدة العذاب، فقالوا أياماً معدودة.
وهو دليل غبائهم لأن مدة المسّ لا تكون إلا لحظة، ولكنها أماني وضعها الشيطان في عقولهم.

فائدة :"بلى" حرف جواب في النفي، أي ينفي الذي قبله. أي قولكم لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة غير صحيح، بل ستخلدون فيها.

الخلاصة:

-1
أفاد قوله تعالى " بأيديهم" مَدَى تعمد اليهود للإثم. لأن الإثم قد يرتكب بالأمر وقد يرتكب بالفعل. وهؤلاء الأحبار حرفوا وبدلوا كلام الله بأيديهم ليتأكدوا أن الأمر قد تم علي مرادهم، فليست المسألة نزوة عابرة ولكنها مع سبق الإصرار.

2
- أفاد قوله تعالى "فويل" التحذير من التبديل والتغيير والزيادة في شرع الله، فكل من بدّل وابتدع فهو داخل تحت هذا الوعيد الشديد.

و هذا التحريف على نوعين:
 الأول:  تبديل وتحريف في الحروف والألفاظ وهو الأشد.
والثاني: تحريف وتبديل في المعاني والأحكام.
ولئن سلمت هذه الأمة من الوقوع في الأول لتكفل الله تعالى بحفظه، فقد وقع بعض من هذه الأمة في الثاني والعياذ بالله.

كالفتاوى الباطلة –من إباحة الفوائد الربوية، والاستعانة بالمشركين لقتال المسلمين لابتغاء عرض الدنيا.
قال رسول الله () افترقت بنوا إسرائيل إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في لنار إلا واحدة"

-3
أفاد قوله تعالى" وأحاطت به خطيئته " أن المعصية وحدها لا تخلد صاحبها في النار ما لم تكن مقرونة بالشرك.

4 - يستخلص من الآيتين الأخيرتين منهج تربوي فريد في معالجة النفس البشرية في جميع مراحلها، ألا هو الجمع بين الوعد والوعيد أو الترغيب والترهيب، وقد تكرر ذلك في القرآن كثيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق