الفصل العاشر
من تجاربي الشخصية
بحكم عملي بالصحافة التي يكثر فيها
العلمانيون الذين لا يؤمنون بحجاب ولا بدين أصلا ويرون من الواجب عليهم تشكيك
الناس جميعا في أفكارهم ومعتقداتهم فكثيرا
ما كنت أذهب إلى أحدهم لإجراء حوارا، وبدلا من أن أوجه أنا الأسئلة أجدني مضطرة
للإجابة عن هذا السؤال.. لماذا ألبس الحجاب؟
عودت نفسي أن أرد على هؤلاء بإجابات مختصرة
ولكنها حازمة وقاتلة في الوقت نفسه، وفقنى الله فيها بحسن التصرف.
فقد
سألني صحفي كبير له شهرة واسعة.. لماذا تلبسين الحجاب؟
فقلت له:
_ رغما عني.
فرح وقال:
_ أحقا تلبسينه رغما عنك؟
قلت:
_ نعم.. ولو تركت لنفسي لأظهرت شعري وجمالي.
نظر للذي بجواره وقال:
_ وهذا خير دليل على السلطة الرجولية، لابد
أن أباها أو زوجها هو الذي فرض عليها الحجاب.
قلت:
لا.. ليس أبى ولا زوجى .
-
من؟
- ربي، هو الذي خلقني ويعرف ما يصلح لي ولو تركت
لنفسي لضللت الطريق
فبهت الذي كفر.
** **
وسألني آخر لماذا ألبس الحجاب؟
فقلت له أعتقد أنه من الدين.
قال:
- لا ليس من الدين.
قلت:
- قلت لك إنني أعتقد، ويبعث الناس على
نياتهم.
قال:
- ولكن بإمكاني أن أثبت لك أنه ليس من الدين.
قلت:
- لقد اثبت ذلك بالفعل لنفسك، وسوف تبعث على
نيتك.
فبهت الذي كفر.
** **
وقال ثالث:
- لو كان النبي محمد موجودا ما أمرك بلبس هذا
فهو القائل أنتم أدرى بشئون دنياكم.
قلت:
- لقد مارست شئون دنيانا بالفعل تعلمت وعملت
ولم أجد في ملبسى أي عائق من الحركة، ولا أجرؤ على التقول على النبي (صلى الله
عليه وسلم) ماذا يمكن أن يقول بعد انقطاع الوحي.
فبهت الذي كفر.
** **
وسألتني كاتبة كبيرة وهي تشعل سيجارتها،
لماذا تلبسين الحجاب؟
قلت:
- لماذا تدخنين السجائر؟
ضحكت وكانت من الذكاء فلم تدخل في جدل.
** **
وسألتني كاتبة كبيرة أخرى، لماذا تلبسين
الحجاب؟
فنظرت إلى فخذيها، ولما لاحظت نظراتي استطردت
قائلة:
- أنا لا اسمح لأحد أن يناقشني في لبسي.
قلت لها:
- وأنا مثلك.
** **
- جمعتني الظروف لحضور حلقة دينية مع بعض
الأخوات من أهل الدعوة، يتذاكرن صفات الله سبحانه وتعالى والنبي (صلى الله عليه
وسلم)، والصحابة رضوان الله عليهم.. وبعد انتهاء الحلقة وبدأت النساء في الانصراف
وكن جميعا منتقبات، ووجدت أن الرجال بالخارج في انتظار زوجاتهم، قلت لنفسي كيف
أسمح لكل هؤلاء الرجال الذين لا يرون زوجات الرجال الآخرين ولا يدعون زوجاتهم
يرونهن الرجال الآخرين أن يرونني جميعا حتى لو غضوا أبصارهم.
أبيت هذا وطلبت من صاحبة البيت أن تأتي لي
بنقاب حتى لا أكون نشازا وسط هذا الجمع رغم عدم اقتناعي بفرضية تغطية الوجه ولكن
لكل مقام مقال، مادام بالزيادة أي من باب الفضل لا يتعارض مع الدين.
أما العكس فليس صحيحا فلو ذهبت بحجابي إلى
حمام السباحة مثلا ووجدت النساء جميعهن بالمايوه أمام الرجال، فلا يجوز لي خلع
حجابي لأنهن في هذه الحالة مخالفات للشرع.
ومن هذه التجربة عرفت لماذا المنتقبة متمسكة
بنقابها، لأنها بعينيها فقط ترى كل الدنيا، وكل الناس وكل الأشياء ولا يراها أحد،
أي حرية هذه التى تمارسها المنتقبة..!!
*****
ويضحكني كثيرا قول بعض المتحذلقين
والمتحذلقات الرافضون لطاعة الله حين يقولون: (إن غطاء الرأس غطاء على العقل!)
وأقول لهم:
** العقل هو الجوهرة الغالية التي يزين
الإنسان بالحكمة من ناحية وهو مصدر الحياة والحركة والديناميكية ولقيمته غطاه الله
سبحانه وتعالى بثلاث طبقات أو أغلفة تحيط بالدماغ والحبل الشوكي.. وهي:
الأم
الحنون (في التشريح) هي الغشاء الوعائي الرقيق الملاصق للمخ مباشرة وتنحني مع سطحه
الخارجي في ارتفاعه وانخفاضه.
الأم
العنكبوتية: وهي الغشاء الأوسط بين الأم الجافية والأم الحنون.
الأم الجافية أو الصلبة: وهي الغشاء الخارجي
الصلب المبطن لتجويف الجمجمة.
_ وتحتوي المسافة بين الأم الجافية والأم
العنكبوتية على سائل مصلي يرطب سطحيهما ويسمح بحركة المخ مع غشاءيه الداخليين داخل
غشاء الأم الجافية.
_ وتحتوي المسافة بين الأم الحانية والأم
العنكبوتية على الأوعية الدموية المغذية للمخ وعلى السائل المخي الشوكي.
أما الخمار فهو يغطي الشعر فقط..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق