قصة العُزَير
هذه هي القصة الثانية
وهي تبدأ
بـ"أو"، وما بعد "أو" يكون معطوفاً على ما قبلها، وما قبلها
قصة النمروذ فكأنه سبحانه يقول: أو (ألم تر) إلى مثل الذي مر على قرية.
كلمة "قرية" تفيد سكني جماعة من الناس وأن الذي مر على هذه القرية ليس من سكانها، ونلحظ عدم ذكر اسم القرية أو اسم الذي مر
عليها للأسباب السبق ذكرها.
قال
البعض: إنه هو أرمياء بن حلقيا أو هو الخضر، أو
هو عزير، وقالوا:
إنها بيت المقدس.
"وهي خاوية على عروشها" المقصود بها
أنها قرية خالية من السكان، وقد تكون أبنيتها منصوبة،
لكن ليس فيها سكان.
و"العرش"
يطلق على البيت من الخيام، ويطلق على السقف.
فإذا قال:
"خاوية على عروشها" أي أن العرش قد
سقط أولا، ثم سقطت الجدران عليه.
والذي مر
على هذه ولفت نظره المشهد قال:
"أنى يحيي هذه الله بعد موتها" فكأنه
يسأل عن القرية، وعن إماتة وإحياء الناس الذين يسكنون
القرية.
حين
يذكر القرية في القرآن فهو يقصد في بعض الأحيان الحديث عن أهلها
وساعة
تسمع "أنى" فهي تأتي مرة بمعنى "كيف"، ومرة تأتي بمعنى:
"من أين"
والمناسب هنا هو أن يكون السؤال كالتالي:
"كيف يحيي الله هذه بعد موتها"؟ وقوله
هذا يدل على أنه مؤمن، فهو لا يشك في أن
قضية الإحياء من الله، وإنما يريد أن يعرف الكيفية،
وكان
راكباً على حماره حينما مرَّ عليها، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ليريه كمال قدرته.
قال له
ربه بواسطة الملك كم مكثتَ في هذه الحال؟
قال
يوماً ثم نظر حوله فرأى الشمس باقية لم تغب فقال: أو بعض يوم أي أقل من يوم فخاطبه ربه بقوله :
بَلْ
لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ وإن شككت فانظر إلى طعامك لم يتغير بمرور الزمن، وكان معه
عنبٌ وتينٌ وعصير فوجدها على حالها لم تفسد وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ كيف تفرقت عظامه ونخرت وصار هيكلاً من البلى.
فعلنا
ما فعلنا لتدرك قدرة الله سبحانه ولنجعلك
معجزة ظاهرة تدل على كمال قدرتنا .
وتأمل
في عظام حمارك النخرة كيف نركّب بعضها
فوق بعض وأنت تنظر ثم نكسوها لحماً بقدرتنا.
أي فلما
رأى الآيات الباهرة قال: أيقنت وعلمت علم مشاهدة أن الله على كل شيء قدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق