ثوبها دفء ولين*

ثوبها دفء ولين*

:

يَا طَائِرَ اللَّيْلِ الحَزِينْ = احْذَرْ يُبَاغَتُك الحَنِينْ

افْرِدْ جَنَاحَكَ فِي السَّمَا = ءِ وَطِرْ بِهِمْ فِي السَّالِكِينْ

دُرْ فِي فَضَاءِ الْكَوْنِ دُرْ = وَتَفَقَّدَ الظُّلْمِ المُبِينْ

وَانْظُرْ لأَعَدَاءِ السَّلا = مِ يُنَكِّلُونَ وَيشْمَتُونْ

أَرَأَيْتَهُمْ  كَمْ أَزْهَقُوا = وَرْدًا مَضَى فِي الخَالِدِينْ

كَمْ طِفْلَةٍ.. وَشَقِيقِهَا = بَدْرُ الْبَرَاءَةِ وَالجَبِينْ

كَانُوا طُيُورًا حَوْلَ أُمْ = مٍ ثَوْبُهَا دِفْءٌ وَلِينْ

حَوْلَ الطَّعَامِ تَحَلَّقُوا = فِي حِفْظِ رَبِّ الْعَالَمِينْ

لَوْلا دَرَوْا غَدْرًا بِهِمْ = كَانُوا بِأَمْنٍ سَالِمِينْ

لَكِنَّهُمْ فِي لَهْوِهِمْ = بَاتُوا بِسِنٍّ ضَاحِكِينْ

وَدُعَاؤُهُمْ: رَبِّي الأَمَا = نَ، وَنَصْرُهُ حَقُّ اليَقِينْ

تَحْكِي حَنَانًا أُمُّهُمْ = عن حُلمِ فَجْرِ الحَالِمِينْ

بِاللهِ تُقْسِمُ أَنْ يَجِي = ءَ كَفَلْقَةِ الصُّبْحِ المُبِينْ

وَتَخَيَّلَتْ مُسْتَقْبَلاً = بالمجد مَرْفُوعَ الجَبِينْ

كَانْ الدَّوِيُّ مُلاحِقًا = حُلْوَ الحِكَايَةِ بِالمَنُونْ

فَتَزَلْزَلَ الْبَيْتُ الَّذِي = كَانَتْ جَوَانِبُهْ الحَنِينْ

خرَّ السَّقِيفُ عَلَيْهِمُ = وَتَفَرَّقَ الحُلْمُ الضَّنِينْ

فَتَنَاثَرَتْ أَشْلاؤُهُمْ = مِنْ غَدْرِ أَوْلادِ الَّذِينْ

وَعُيُونُنَا مِنْ زَهْوِهِمْ = مَا بَيْنَ حُلْمٍ أَوْ يَقِينْ

===

يَا طَائِرَ اللَّيْلِ الحَزِينْ = كَفِّنْ بِجِنْحِكَ جُرْحَهُمْ

وَارْسُمْ بِذَاكِرَةِ المَدَى = صُوَرَ الْبَرَاءَةِ .. أُمَّهُمْ

إِنْ كَانَ فِي طَعْمِ الرَّدَى = مُرٌّ يُغَيِّرُ ذَوْقَهُمْ

فَلَهُمْ بِأَعْيُنِنَا الضِّيَا = ءُ وَمَا يُثِيرُ بِهَمِّهِمْ

فِي الأَرْضِ عِطْرٌ ذِكْرُهُمْ = جَنَّاتُ فِرْدَوْسٍ لَهُمْ

...........................

*إلى أرواح أم وأربعة أطفال قتلهم الصهاينة أثناء تناول العشاء وهم آمنون في بيتهم