الجمعة، 9 نوفمبر 2012

صفات المنافقين


صفات المنافقين

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)

قال البيضاوي: هذا هو القسم الثالث المذبذب بين القسمين، وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وهم أخبث الكفرة وأبغضهم إِلى الله، لأنّهم موَّهُوا الكفر وخلطوا به خداعاً واستهزاءً، ولذلك أطال في بيان خبثهم وجهلهم، واستهزأ بهم، وتهكَّم بأفعالهم، وسجَّل عليهم الضلال والطغيان، وضرب لهم الأمثال.

قال ابن كثير: النفاق هو إِظهار الخير، وإِسرارُ الشر وهو أنواع: منه اعتقادي: وهو الذي يُخَلَّد صاحبه في النار.
وهو من أكبر الذنوب والأوزار، لأن المنافق يخالف قولُه فعلَه، وسرُّه علانيته.
نزلت صفات المنافقين في السور المدنية لأن مكة لم يكن بها نفاق.

# وتأمل قوله في قلوبهم مرض فأمراض الأجساد لها دواء وأمراض القلوب لها النار.

يقول فضيلة الشيخ الشعراوي:
قلوبهم أتعبها النفاق وأتعبها التنافر مع كل ما حولها، وأحست أنها تعيش حياة ملؤها الكذب، فاضطراب القلب، جعله مريضا، ولا يمكن أن يشفى إلا بإذن الله، وعلاجه هو الإيمان الحقيقي الصادق، والله سبحانه وتعالى يقول:
الإيمان والقرآن هما شفاء القلوب، فكأن المرض يزداد في قلوبهم مع الزمن، والله سبحانه وتعالى ـ بنفاقهم وكفرهم ـ يزيدهم مرضا.

وهذه هي الصفة الثالثة للمنافقين .. أنهم أصحاب قلوب مريضة، وهي قلوب خائفة من كل ما حولها، مضطربة بين ما في القلب وما على اللسان، فلا ترى الرؤية التي تتفق مع فطرة الإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق