قصة| فارس بلا جواد
من المجموعة القصصية « إلكتــ.. رو.. مانسي»
صباح الخير أيها الفارس بلا جواد ولكنه يحتفظ
لنفسه باللجام.
اليوم الجمعة
عندك أجازة اليوم وغدا، وأمس أعطيت لنفسك أجازة غير مبررة.. إذًا ثلاثة أيام لم
تفتح حاسوبك في اتجاهي.. وذلك لأنك في بيتك وسط أهلك وأولادك..
وأنا التي تمطرها بالكلام الجميل، وتؤكد لها
الدور المهم في حياتك.. علي أن أنتظر وقت فراغك.
أنا أيضا
سأسافر الآن إلى الساحل الشمالي ثلاثة أيام أخر.
سأجلس عند
البحر وأكلمه عن فارس ربما يستحق لكنه جاء متأخرا كثيرا جدًّا.
سيسألني البحر
ولماذا تأخر؟ هل كان من القدر؟
بالطبع لن
أكذب عليه بل سأقول: بل من الخوف.. نعم رغم أنه فارس لكنه يخاف.
في البداية لم
يجد الوقت، وفي النهاية لم يجد الشجاعة.
طبعا سيسألني
أي نوع من الشجاعة تقصدين؟
سأقول:
شجاعة أن
يكلمني خارج الدوام الرسمي وكأنني زميلته في المكتب نلتقي وقت العمل ونفترق بعد
الدوام.
إذا ضحك البحر
سأخبرك أنه سعيد، وسأعرف أنه يبارك ويطلب مني التجاوز.
أما إذا ابتسم فقط سأحلل ابتسامته أولا.. هل هي
ابتسامة مرارة أم تهكم؟ هل تحمل معنى الدهشة لأني أسميك فارسا.؟ هل يبتسم شماتة في
ويقول لكل جواد كبوة.. سيقول لي سقت جوادك بمهارة وحرفية لكي تتوقفين عند هذا
المنعطف.؟!
وعندها سأقول له:
هو أيضا ساق
جواده ليوقفه أمامي.. لكنه لا يجرؤ أن يمد يده ويجذبني على ظهره، وسأقول له: خوفي
أنا هو خوف عليه، لا يمكنني إرباكه.. لا أريده إلا مطمئنا وهانئا.. وهأنذا يا بحر
شرحت لك حالته وحالتي كي تشاركني الرأي.
وبالطبع سأسمع
البحر وهو يقول:
حتى من يبحر في
لا أشاركه الرأي، فما بالك بفرسان البر.؟!
قد أنهض من
أمام البحر غاضبة منه لكن المؤكد أنني سأفكر في كلامه.
وسأعود إليك بذات القلق لأجدك في الانتظار.. سأعود
لأسمع منك كلاما منمقا وجميلا له بريق لكنه معاد..وسأسميك فارسا رغم أنك تخاف.
قد تقول أوحشتني.. وقد تقول أحبك.. قد تقول
سيدتي الجميلة والشفيفة.. وقد تقول أنت ورد ورمان.. ولا أجد بدا إلا أن أجرع الكأس
حتى الثمالة إلا أن أعيش التجربة حتى نهايتها.. لكنني أبدًا لن أشعر بالأمان
لأن فارسي
يخاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق