قصة| لا جديد عند الحب |
من المجموعة القصصية « إلكتــ.. رو.. مانسي»
ما كنت أتخيل يا من
كنت حبيبي أن أفتح نافذتي فلا تطل عيني على فناء بيتك.
وما كنت أتخيل أبدا أن يصدك قلبي بهذا العنف ويأبي أن يلتمس
لك العذر كما اعتاد معك.
كم هو موحش لعيني هذا الظلام المقيت، بمجرد أن قفلت الصفحة
بيننا وكأن الحياة أقفرت، ولكن ما باليد حيلة هي قسوتك وإصرارك لتهوي بي من عليائي
إلى أسفل سافلين.
مأجور أنت لكسري، مدفوع لإذلالي بماذا يفيدك تحطيمي؟!
فقط لأنك تلهو.. لتثبت لنفسك قدراتك في التخريب.
يمامة أنا تطير فوق السحاب، تغني للنجوم والسدوم والشمس
والقمر.
أفرد جناحي لأحملك عليهما واحدة تهدهدك وتغطيك الأخرى، أظللك
ببياض ريشي وأظل بك محلقة فوق الكبائر، والصغائر، واللمم.
وأنت تذكر دائما أنك رجل وأنك بشر خلقت من طين الأرض ولابد أن
تظل مشدودا له بما فيه من بدائية دون أن تجشم نفسك عناء إزاحته من علي مقعدك.
وقفتُ هناك علي فرع أنظر إليك من فوق شجيرتي وأراك وأنت
ترميني بالحجارة كي أنزل.. فأنتفض وأرف بجناحي وتشب قدمي لكنهما تظلان ثابتتان في
مكانهما تأبيان مغادرة محيطك.
وأنا لا أطير ولا أنت تكف عن رجمي فما عساي فاعلة وقد أصابني
حجر في مقتل؟!
يا من كنت حبيبي جرحت قلبي وأدميت كبريائي، وأنا الأميرة
المتوجة في مملكتي، والدرة المكنونة في سابع سرداب، ملفوفة بالحرير، والقطيفة، ما
تعودت لمسة هواء محملة بالتراب ولا تلمسني أنامل خشنة هدها العذاب.
أنا اللوحة المعلقة في صدر بيتي تقدم لها التحية في الخروج
والإياب.
وأنا النجمة إذا أفل ضوءُها خرجت منها مئات النجوم تضيء وتدور
حول النجمة الأم.
وأنت تريد أن تنتزعني من بينهم بقوة وغطرسة وغرور، لتأخذني
بعيدا حيث الظلام، واليأس، والجدل اللا متناهي.
يا من كنت حبيبي كفانا التجاذب إلى هنا حتي لا تجرحنا الكلمات
وتخنقنا العبرات، وتُسن لنا السكاكين، والنصال، والنعال.
كفانا إلي هنا لتكون لنا ذكري نَحِنُّ لها في ضمائرنا.. ترقرق
لها عيوننا فترطبها بدلا من أن تحرقها.
كفانا يا من كنت نجما بعيدا، قمرا بعيدا، وأغنية حلوة صداها
البعيد يملأ كياني.
يا من غيرت كيمياء دمي كفي حتى لا ينزف دمي عناصرك التي ملأته
وحركته وسارت به في عروق فعلَّمها النبض الصحيح والشوق الصحيح من جديد.. لا تركض
خلفي ولا تعذبني بعذابك.. تعذب حيث أنت، ودعني أتعذب حيث أنا حتى نألف عذابنا
ويصير من ملامحنا ونصير منه الهوية والنشيد.
فأنت وإن رفضك عقلي ما زلت في قلبي خيوطا من نور.. تباغتني في
ذكراك بسمة جمعتنا، وتحدوني من شوقي إليك دمعة تخرج ما في قلبي من لهيب، أما مصمصة
شفتي فتقول للأسف كنت أظنه سيدوم.
كتبتك على جبيني وكفِّي قدرا، وأمليتك علي مشاعري عهدا،
وألزمت القلب أن ينبض علي وقع حروف اسمك وفي اتجاهك.. واتضح أن اسمك ليس اسمك،
وقلبك ليس قلبك.
علمت العين كيف تحتفي بطلعتك وتسجل علي النني تفاصيل يومك
ويومي.. وعودت لساني أن ينطق بالكلمة الخطيرة التي إذا نطقت بها أو سمعتها أحس كمن
أخذ حقنة في الوريد، سبعة وسبعين حقنة في دقيقة.
لماذا اغتررت إلي هذا الحد وملأك الزهو إلى هذا الحد.. ونسيت
خطوطي الحمراء التي رسمتها لك من أول يوم، من أول ساعة، من أول لحظة.. ترددها اسما
ولا تقدرها معنى.. كلما خطوت فوق خط أرجعتك.. وأنت.. لا تمل المحاولة مرات ومرات..
يا الله أيكون هذا إلى ما لا نهاية.
طوال الوقت تجردني من صفاتي التي حباني الله بها.. اتركي
العقل.. دعيك من الثقافة.. كوني أنثى.. كوني معي امراة عادية، لا أريدك من برج
عالٍ.. معي لا تفكري بمنطق ولا مبادئ.
آسفة يا من كنت حبيبي، لا أستطيع أن أكون امرأة عادية، أنا
أرفعُ من أحب إلى برجي العالي إذا أراد.. أما إذا ظل متمسكا بالسفح فعليه أن يخلي
سبيلي.
كيف أتنازل عن ميزاتي التي جذبتك إليّ من قبل، الآن تطلب أن
أدعها.!! ميزاتي التي طالما شدوت بها وسجلتها أصابعك على صفحات الماسنجر، وكلماتك
الهائمة تطلب أن أدعها الآن.!! ما عادت تروق لك لمجرد أنك ضمنت مشاعري وملكت
جوانحي.. تحولت إلى رجلٍ مثلهم وتريدني أنثى مثلهن، ولا جديد تحت الشمس، ولا جديد
عند الحب.
(نشرت بشبكة الألوكة وعدة مواقع
ألكترونية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق